خطوة جديدة نحو تحسين منظومة التموين في مصر، مع التحول للدعم النقدي المشروط، ولكن يبقى التساؤلات التي تشغل المجتمع هل سيتغير سعر رغيف الخبز؟
يشهد ملف الدعم في مصر تحولات كبيرة تهدف إلى تعزيز كفاءة منظومته ومعالجة التحديات التي تواجهها.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن الدولة تخطط للانتقال من الدعم العيني إلى الدعم النقدي المشروط.
مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستخضع لحوار مجتمعي شامل لضمان تحقيق أقصى فائدة للمواطنين.
ما هو الدعم النقدي المشروط؟
الدعم النقدي المشروط هو نظام يتيح للمواطنين الحصول على مبالغ مالية محددة بدلاً من الحصول على السلع التموينية بصورة عينية.
ولكن يتم تطبيق هذا النظام وفق شروط معينة لضمان توجيه الدعم للفئات الأكثر استحقاقًا، وتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وفقًا لتصريحات الوزير، سيتم تخصيص الدعم لشراء حوالي 32 إلى 35 سلعة أساسية بالإضافة إلى بعض الخدمات مثل تسديد فواتير الكهرباء.
هذا النظام يمنح الأسر حرية اختيار كيفية إنفاق الدعم ضمن إطار محدد يلبي احتياجاتهم اليومية.
هل يرتبط الدعم النقدي بالتعليم؟
أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان الدعم النقدي المشروط سيحمل اشتراطات مشابهة لبرامج مثل “تكافل وكرامة”.
التي تربط الحصول على الدعم بمتابعة الأطفال للدراسة أو الالتزام بالرعاية الصحية. وردًا على ذلك.
أكد وزير التموين أن الدعم النقدي سيكون مشروطًا في كيفية استخدامه فقط، دون فرض قيود متعلقة بالتسرب من التعليم أو غيره.
ومع ذلك، أشار إلى أن الوزارة تسعى إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية، ما يعني أن بعض البرامج المستقبلية قد تشمل حوافز للأسر التي تلتزم بالاشتراطات التنموية.
ماذا عن سعر رغيف الخبز؟
من أبرز التساؤلات التي أثارها التحول إلى الدعم النقدي هو مصير سعر رغيف الخبز المدعوم.
حاليًا، يُباع الرغيف بسعر 20 قرشًا، ولكن الوزير أوضح أن هذا السعر سيتغير إذا تم تطبيق الدعم النقدي.
بدلاً من الحصول على الخبز بالسعر الحالي، سيتم توفير قيمة الدعم النقدي للمواطنين، ليصبح بإمكانهم شراء الخبز أو أي سلع أخرى مدعومة بالسعر السوقي باستخدام هذا الدعم.
الهدف من ذلك هو زيادة كفاءة منظومة الدعم والحد من الهدر، مع ضمان توفير السلع الضرورية للفئات المستحقة.
لماذا التحول إلى الدعم النقدي؟
التحول من الدعم العيني إلى النقدي ليس مجرد تغيير في طريقة توزيع الدعم، بل هو تصحيح للمسار لضمان وصوله إلى مستحقيه الفعليين.
وفقًا للوزير، يشهد النظام الحالي ممارسات خاطئة تؤدي إلى هدر الموارد وعدم تحقيق الأهداف المرجوة.
- من خلال الدعم النقدي المشروط، تسعى الدولة إلى:
- تقليل الفاقد في توزيع السلع.
- تمكين المواطنين من التحكم في احتياجاتهم وفق أولوياتهم.
- توجيه الدعم بشكل أكثر عدالة وكفاءة.
الحوار المجتمعي: ضمان النجاح
أكد وزير التموين أن تطبيق الدعم النقدي لن يكون قرارًا منفردًا، بل سيتم طرحه للحوار المجتمعي والوطني.
هذه الخطوة تهدف إلى إشراك المواطنين وأصحاب المصلحة في صياغة السياسات التي تلبي احتياجات الجميع وتعكس تطلعاتهم.
الختام: خطوة نحو مستقبل أفضل
إن التحول إلى الدعم النقدي المشروط يمثل نقلة نوعية في سياسات الدعم بمصر. رغم وجود تحديات، إلا أن هذه الخطوة تسعى إلى تحقيق رؤية أوسع لتحسين مستوى المعيشة وضمان العدالة الاجتماعية.
مع تطبيق هذا النظام، ستتاح للأسر فرص أكبر لتلبية احتياجاتها اليومية بطريقة مرنة وعادلة، مع الحفاظ على دور الدولة في دعم الفئات الأكثر احتياجًا.
